يمثل الحمل الحرج تحديًا طبيًا يمكن أن يعصف بحياة الأم والجنين – إذا لم يتم التعامل معه بالشكل المناسب -. سواء كان بسبب أمراض مزمنة تعاني منها الأم أو مضاعفات طارئة تحدث خلال الحمل.
الكشف المبكر والعلاج الفوري يلعبان دورًا أساسيًا في الحد من مخاطر ومضاعفات. في هذا المقال، نتناول الأسباب التي تؤدي إلى الحمل الحرج ونسلط الضوء على الأساليب الفعالة للتعامل معه و طرق الوقاية منه.
ما هو الحمل الحرج؟
يشير الحمل الحرج (High Risk Pregnancy) لجميع حالات الحمل التي تهدد صحة الأم أو حياة الجنين؛ نتيجة تعرض المرأة لمضاعفات، مثل:
- مشاكل في المشيمة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
- السكري.
أحيانًا ما تظهر هذه المضاعفات نتيجة لمشاكل صحية متعلقة بالحمل نفسه، مثل تسمم الحمل، أو الحمل خارج الرحم.
أبرز اسباب الحمل الحرج High Risk Pregnancy
أرجع الأطباء حدوث حالات الحمل الحرج إلى عدة أسباب، وهي:
الأمراض المزمنة
هناك أمراض مزمنة تُصاب بها المرأة قبل الحمل، مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب؛ يترتب عليها زيادة خطورة الحمل، واضطرابات صحية لها وللجنين.
تسمم الحمل
التسمم الحملي أشهر أسباب الحمل الحرج؛ حيث يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وورم الأطراف، بجانب وجود بروتين في البول.
نزيف أثناء الحمل
دائمًا ما يشير وجود نزيف حاد خلال الحمل إلى مخاطر صحية، مثل تكلس المشيمة أو تمزقها، أو حدوث حمل خارج الرحم؛ مما يشكل خطورة على حياة الأم والجنين.
الحمل في توأم أو أكثر
الحمل المتعدد يرفع احتماليات التعرض للمضاعفات، مثل الولادة المبكرة، أو وجود مشاكل صحية في المشيمة؛ مما يستدعي مراقبة الحالة الصحية للأم.
تشوهات خلقية
المشاكل الجينية أو التشوهات الخلقية أحد مسببات الحمل الحرج؛ لأنها تجعل حياة الجنين مهددة، حيث تؤثر على نمو الجنين وحياته.
التاريخ الطبي للمرأة
تعرض المرأة إلى مضاعفات في الحمل السابق؛ يزيد احتمالية تعرضها إلى أحد حالات الحمل الحرج في الحمل المُقبل.
من اعراض الحمل الحرج الواجب عليكِ الانتباه لها
علامات الحمل الخطر متعددة، ومنها:
- الدوخة.
- الإغماء.
- آلام البطن.
- ألم بالصدر.
- التعب الشديد.
- تباطؤ حركة الجنين أو توقفها.
- خفقان القلب وصعوبة التنفس.
- وجود نزيف مهبلي أو زيادة الإفرازات.
- صداع قوي لا يتوقف، وربما يزداد سوءًا.
- تورم أو احمرار أو ألم في الوجه والأطراف.
- حدوث غثيان وقيء أقوى وأكثر سوءًا من الغثيان الصباحي.
انتبهي من مضاعفات الحمل الحرج
قد ينجم عن الحمل شديد الخطورة كثيرًا من المضاعفات أبرزها:
- فقدان الحمل في مراحله المُبكرة أو الأخيرة؛ بسبب النزيف أو تسمم الحمل.
- إعاقة دائمة للطفل؛ حيث يؤدي الحمل الخطر إلى تأخر نمو الجنين وعدم تطوره.
- الولادة المبكرة؛ مما يترتب عليه ضعف نمو الجنين أو مواجهته مشاكل في التنفس.
- تطور تسمم الحمل إلى حالات أشد خطورة قد تسبب صرعًا؛ مما يهدد حياة الأم والجنين.
- تعرض الأم إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل الفشل الكلوي والنزيف الحاد واضطرابات القلب.
كيف تكتشفين أن حملك حرج؟
الكشف عن الحمل شديد الخطورة يحتاج مجموعة من الفحوصات الطبية، منها:
- اختبارات الدم: لمعرفة معدل سكر الدم والبروتين، ومدى نشاط الكبد والكليتين.
- المراقبة الدورية لضغط الدم: من أجل تشخيص تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم.
- السونار: لفحص نمو الجنين، ومدى وجود مشاكل في المشيمة أو التشوهات الخلقية.
- فحوصات الحمض النووي للجنين: للتحقق من عدم وجود تشوهات وراثية أو جينية تهدد سلامة الصغير.
احمي نفسك وصغيرك مع طرق علاج الحمل الخطر
يلجأ الأطباء عند علاج حالات الحمل الحرج وشديد الخطورة إلى إحدى الطرق التالية:
- الراحة التامة وتجنب ممارسة أي جهد بدني.
- الرعاية والمراقبة المستمرة للأم وللجنين، عبر الزيارات المتكررة للطبيب.
- أدوية لضبط ضغط الدم والسكري أو من أجل دعم وظائف الكبد والكلى.
- إجراء ولادة مُبكرة حفاظًا على حياة الأم والجنين؛ خاصة في حالات تسمم الحمل وتمزق المشيمة.
- إجراء جراحي في حالة وجود كيس الحمل خارج الرحم، أو تمزق المشيمة، أو في حالة وجود مشكلات صحية أخرى تهدد حياة الأم والجنين.
ما هي طرق الوقاية من الحمل الحرج ومضاعفاته؟
يمكنك الوقاية من مختلف حالات الحمل الحرج ومضاعفاته، عن طريق الاهتمام بالنصائح التالية:
- المتابعة الطبية المنتظمة.
- السيطرة على الأمراض المزمنة.
- الاهتمام بالأنظمة الغذائية الصحية.
- البعد عن التدخين وشرب الكحوليات.
- الحرص على الراحة الكافية وتخفيف التوتر.
“حالات الحمل الحرج أو شديد الخطورة تكون بحاجة ماسة لرعاية طبية خاصة وعالية، ولا بد من إجراء فحوصات مُبكرة للحد من تفاقم الأوضاع، والوقاية من مضاعفاته؛ لذا عليكِ مراجعة الطبيب بمجرد ظهور أعراضه؛ لتحمي نفسك وصغيرك”.
0 تعليق