تختلط نفسية الحامل بين مشاعر السعادة الخاصة بتجربة الأمومة، ومشاعر الخوف، والغضب الطبيعية في هذه الفترة، ومن الطبيعي أن تراودها المخاوف بشأن الولادة وصحة الجنين باستمرار طوال فترة الحمل.
لذلك سنقوم بعرض أهم المعلومات الخاصة باكتئاب الحمل، وأسبابه، ومدى تأثيره على صحة الجنين مع تقديم طرق لعلاجه، مع التعرف على ما يحسن نفسية الحامل بشكل عام، فقط تابعي القراءة لمعرفة كل هذا وأكثر.
هرمونات الحمل والنفسيه
تتغير نفسية الحامل بصورة دائمة نتيجة لعدة أسباب، ومن أبرزها:
- زيادة إنتاج الجسم لهرمونات الحمل البروجسترون والاستروجين، مما يؤثر على الاستقرار العاطفي للحامل بالسلب.
- القلق المتزايد مع تقدم مراحل الحمل سواء بسبب متاعب الحمل أو بسبب التخوف من المسؤوليات.
- كما تتعرض الحامل في هذه الفترة إلى حالة من القصور في عملية التذكر والتركيز.
متى يبدا تقلب المزاج للحامل؟
تبدأ التقلبات المزاجية عند المرأة الحامل في الشهور الأولى من الحمل؛ نظرًا للتغييرات الهرمونية واكتساب الوزن بنسبة كبيرة، وبالطبع تأثر الأعمال المنزلية الشاقة وإهمال الزوج بالسلب على الصحة النفسية للحامل.
بكاء المرأة الحامل بدون سبب
في الحقيقة الأمر لا تبكي الحامل من فراغ، فهي تمر بمشاعر عدة، تغييرات جسدية وفسيولوجية، وبالتالي يدفعها كل هذا إلى نوبات البكاء بين الحين والآخر، وبالطبع يمكن أن تتحسن نفسية الحامل بالدعم المستمر من المقربين لها.
اكتئاب الحمل متى يبدأ؟
عندما تكون نوبات البكاء متواصلة ومؤثرة على حياة الحامل وعلاقتها، فقد يكون تحول الأمر هنا إلى اكتئاب الحمل، وهو أمر وارد الحدوث في أي وقت أثناء فترة الحمل.
في الأغلب تظهر أعراض اكتئاب الحمل بحدة في الثلث الأول من الحمل والثلث الأخير، وقد تظهر الأعراض على مراحل تدريجية أو بشكل مفاجأة.
ما هو سبب اكتئاب الحمل؟
لا يقتصر سبب اكتئاب الحمل على التغييرات الهرمونية وأوجاع الحمل فقط، بل هناك أسباب أخرى تعرض نفسية الحامل إلى الاكتئاب، ومن أبرزها:
- الحمل غير مقصود.
- حدوث إجهاض في الماضي.
- الخوف من الولادة وآلامها فيما بعد.
- وجود مشاكل صحية لدى الأم أو الجنين.
- المخاوف من المسؤوليات وضيق الحال.
- المشاكل العائلية العامة وتوتر العلاقة الزوجية.
- عدم الرغبة في اكتمال الحمل إلى سبب من الأسباب.
- عمر الحامل أقل من 25 عامًا أو فوق الـ 40 عامًا.
- تعرض الحامل إلى نوبات اكتئاب سابقة وعدم حصولها على الدعم النفسي اللازم.
ما هي اعراض اكتئاب الحمل؟
تظهر الأعراض التالية على نفسية الحامل المصابة باكتئاب الحمل:
- الشعور المستمر بالحزن والاكتئاب.
- الرغبة في البكاء في الكثير من الأوقات.
- اضطرابات في التحصيل العقلي والنوم.
- فقدان الرغبة في القيام بأشيائها المفضلة.
- الانفعالية الزائدة الغير معتادة على أتفه الأمور.
- عدم الاهتمام بعلاقاتها الاجتماعية مثل السابق.
- عدم الرغبة في الأكل مثل السابق أو الأكل بشراهة.
ما هو علاج اكتئاب الحمل؟
يتم علاج اكتئاب الحمل في حالة كانت أعراضه غير حادة من خلال الدعم النفسي من قبل الأقارب والأصدقاء المقربين، أما إذا كان الاكتئاب حاد ستحتاج الحامل إلى معالج نفسي وقد يتطلب الأمر دواء علاجي.
كما أثبتت الدراسات أن الأغلبية حالات اكتئاب الحمل يحدث لها تحسن في مدة قصيرة من العلاج، أما الأقلية استمرت معهم الأعراض طول فترة الحمل بعد أن أصبحت خفيفة من خلال العلاج.
علاج اكتئاب الحمل في الشهور الأولى
ممارسة الرياضة للحامل تساعدها على التقليل من أعراض اكتئاب الحمل في الشهور الأولى خاصًة إذا كانت أعراضه غير حادة.
يجب اتباع نظام غذائي صحي مع الحصول على قسط كافي من النوم، وتجنب المنبهات، والحرص على تناول المكملات الغذائية طوال فترة الحمل.
من الممكن أن تحتاج الحامل في الشهور الأولى إلى زيادة الطبيب النفسي، بل ويتطلب علاج اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره في حالة كانت أعراض الاكتئاب قوية؛ نظرًا زيادة التغييرات الهرمونية في هذه الفترة لقرب موعد الولادة.
هل البكاء يؤثر على الجنين؟
تأثير نفسية الحامل على الجنين أمر يشغل بال الكثير من النساء خاصًة في حالة التعرض إلى اكتئاب الحمل، ومن خلال الدراسات تم اكتشاف التالي أن الجنين لا يتأثر بنوبات البكاء أو اكتئاب الحمل في بعض الحالات.
لكن في حالات أخرى تؤثر نوبات البكاء واكتئاب الحمل على صحة الجنين بالسلب، وظهر ذلك من خلال حدوث ولادة مبكرة أو ولادة الطفل بوزن أقل من الطبيعي أو وجود مشاكل صحية أخرى.
كما أشارت الدراسات أيضًا إلى زيادة الارتباط النفسي بين الأم والجنين من بداية الثلث الثاني من الحمل، حيث يشعر الجنين بالاضطرابات النفسية الخاصة بالأم من خلال هرموناتها التي تمر في مشيمة، وبالتالي تؤثر عليه بشكل كبير.
تجربتي مع اكتئاب الحمل
هناك نسبة كبير من النساء الحوامل اللاتي تعرضن إلى اكتئاب الحمل دون سابق معرفة عن وجوده من الأصل، وقررن عندئذ الذهاب إلى الطبيب النفسي، كما أكدوا على تحسن حالتهم النفسية في وقت قصير من خلال العلاج والدعم النفسي.
ما دور الزوج في فترة الحمل؟
حتى وإن حصلت الحامل على دعم نفسي من الجميع سيظل دور الزوج في هذه الفترة الحرجة هو الأهم، ومن الممكن أن يظهر الاهتمام في ما يلي:
- أخبارها بأنها ستظل جميلة.
- بث الطمأنينة باستمرار في قلبها.
- محاولة إرضائها عند شعورها بـ الوحم.
- الذهاب معها إلى الطبيب لمتابعة الحمل.
- سماع نبضات الجنين مع لمس بطنها باستمرار.
- التحدث معها بشكل يومي وتقويتها عند الشعور بمتاعب الحمل.
- الاكتفاء بالتقبيل في حالة عدم رغبة الحامل في العلاقة الحميمة.
- مراعاة نفسية الحامل عند تعرضها لنوبات البكاء وعدم السخرية منها.
فوائد حضن الزوج لزوجته الحامل
يساعد حضن الزوج على تحسين الصحة النفسية للحامل من خلال زيادة إفراز هرمون الأوكيستوسين المسؤؤل عن الشعور بالسعادة، كما يقلل حضن الزوج لزوجته شعورها بمتاعب الحمل.
أهم ما يُقال عن نفسية الحامل مع زوجها
قد تتعارض نفسية الحامل مع تلبية الرغبة الجنسية لدى الزوج؛ نظرًا للتغييرات الهرمونات بل وفي بعض الأحوال تنفر الحامل من زوجها بشكل كامل وتنام في غرفة أخرى.
وفي حالات أخرى تزيد الرغبة الجنسية أثناء فترة الحمل، وقد يحدث ذلك في الأسبوع العاشرة من الحمل عند انخفاض هرمونات الحمل، ومع ارتفاعها مع أخرى تفقد الحامل رغبتها في الجماع ثانيًة.
كيف أحسن نفسيتي أثناء الحمل؟
ضبط نفسية الحامل أمر ضروري وليس صعبًا كما يبدو، تعرفي على أهم اشياء تحسن نفسية الحامل:
- الحرص على تحسين المزاج بالأكلة المفضلة، الخروج للأماكن التي تحب الذهاب إليها.
- تدليل الحامل لنفسها بعمل جلسة مساج استرخائي.
- اتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة.
- التغاضي عن تغيرات البشرة للحامل والزيادة في الوزن.
- متابعة الحمل بصفة مستمرة والتأكد من صحة الأم والجنين.
أن تكون نفسية الحامل جيدة هو أمر لا يقل أهمية أبدًا عن التغذية السليمة للحامل، فالصحة النفسية للمرأة الحامل جزء لا يتجزأ من اكتمال نمو الجنين وتمنعه بصحة جيدة بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالولادة المبكرة قدر المستطاع.. لذا من الآن فصاعدًا احرصي على الاهتمام بنفسك ونفسيتك لأنها اهم شئ.
0 تعليق