على الرغم من توفر بعض الأدوية الآمنة للحامل، إلا أن آثار الأدوية الأخرى على طفلك الذي لم يولد بعد غير معروفة، ويجب عليك التحقق من مقدم الرعاية الصحية الخاص بك فيما يتعلق بالوصفات الطبية الحالية.
في هذا المقال سنجاوب على أهم الأسئلة الشائعة التي تدور حول الأدوية الآمنة خلال فترة الحمل، ومدى تأثير بعض الأدوية على صحة الجنين، وهل توجد علاجات معينة تسبب الإجهاض والتشوهات الجنينية.
لماذا يجب معرفة الأدوية الآمنة للحامل؟
معظم الأدوية التي تُتناول أثناء الحمل تعبر المشيمة وتصل إلى الجنين ولا نعرف مدى تأثير هذه الأدوية عليه، كما أن بعض الأدوية قد تكون خطرًا على الحمل في الشهور الأولي وقد تسبب الإجهاض.
تأثير الأدوية على الجنين في مختلف مراحل الحمل
ينصح الأطباء بالحرص على تناول الأدوية الآمنة للحامل، خلال فترات الحمل المختلفة؛ للحد من حدوث مضاعفات ستؤثر على الأم والجنين، وسنوضحها بما يلي:
أثر الأدوية على الأم والجنين في شهور الحمل الأولى
يبدأ تكون خلايا أعضاء الجنين وأجهزته، وترتفع بها نسبة حدوث توشهات خلقية.
لذا ينبغي التوقف عن تناول أدوية غير الموصوة من الطبيب، وتناول الأدوية الآمنة للحامل فقط.
تأثير الأدوية على الأم والجنين في الثلث الثاني من الحمل
تقل خطورة حدوث التشوهات الخلقية في هذه المرحلة؛ لكن ما زالت أعضاء طفلك في مرحلة النمو؛ لذا انتبهي للأدوية المتناولة خلال هذه الفترة.
آثار الأدوية على الأم والجنين في الثلث الأخير من الحمل
تكتمل معظم أعضاء الجنين خلال هذه المرحلة، عدا الدماغ والأعضاء التناسلية؛ لذا ينصح الأطباء بالبعد عن الأدوية المؤثرة بالهرمونات، أو المسببة مشكلات بالدماغ، مثل المخدرات والأدوية النفسية.
ما هي الأدوية الآمنة خلال فترة الحمل؟
الأدوية الآمنة للحامل تكون هي التي لا تؤثر بالسلب على الجنين أو الأم، ولا تسبب أي تشوهات جنينية؛ لذا سنوضحها بالتفصيل فيما يلي:
المكملات الغذائية
تحتاج الحوامل إلى المكملات الغذائية مثل أقراص بريجناكير لتعويض الناقص من الأنظمة الغذائية، كما يمد الأجنة بالعناصر الغذائية اللازمة للنمو، ويصفها الأطباء ببدايات الحمل، ولا ننصح بتناولها دون الرجوع للطبيب.
عقاقير الأدوية المزمنة
ينبغي السيطرة عليها خلال فترة الحمل، من الضروري أن يصف الطبيب المعالج دوائًا مناسبًا لحالتك الصحية.
أدوية الغثيان والقيء
يفضل استخدام فيتامين ب6 لعلاج هذه الأعراض في الشهور الأولى من الحمل؛ لكونه من الأدوية الآمنة للحامل والمعروفة بفاعليتها.
المسكنات وخوافض الحرارة الآمنة للاستخدام في الحمل
يجب أن تتجنب الحامل التعرض لأي مجهود قد يسبب لها الآلام الجسدية أو الصداع، لكن بالطبع قد تعاني السيدات خلال الحمل من بعض الآلام حتى دون بذل أي مجهود خصوصًا في بداية الحمل.
إذا كانت الآلام بسيطة ويمكن تحملها، لا يفضل استخدام أي أدوية، ونكتفي بالاستلقاء والراحة.
أما إذا كانت شديدة وتؤثر عليكِ ولا تستطيعين تحملها، يمكنك أخذ أحد الأدوية الآمنة للحامل التي يكون مكونها الأساسي أحد التالي:
- ثنائي فينهيدرامين مثل بينادريل.
- ديكستروميتورفان مثل روبيتسين لتهدئة السعال.
في حالة الإصابة بالانفلونزا سيكون الأمر أكثر خطورة؛ لأن الإصابة قد تتفاقم وتسبب التهابًا رئويًا، وقد تتسبب الحمى في عواقب شديدة، لذا من الأفضل أن تتحدثي مع طبيبك حينها؛ فربما تحتاجين الخضوع للفحص واستخدام أدوية معينة تحت رعاية خاصة.
هل يؤثر استخدام المسكنات قبل معرفة الحمل؟
لا يمكن معرفة تأثير الأدوية على الحمل قبل معرفته بصورة واضحة، لكن يختلف تأثير الأدوية المسكنة ومدي سلامتها بحسب المادة الفعالة، وبعضها يكون آمن تمامًا مثل البارسيتامول.
لكن إذا كنت تستخدمين البروفين فيجب التوقف عنه تمامًا وإخبار الطبيب؛ لأنه من الأدوية الممنوعة للحامل إذ يحتوي على
مادة فعالة من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي يحظر استخدامها خلال الحمل، خاصة في الثلث الأخير.
علاج اضطرابات الجهاز الهضمي في الشهور الأولى من
الحمل
من الأعراض الشائعة التي تشعر بها معظم السيدات أثناء فترة الحمل هي الحموضة وحرقة المعدة، والإمساك، والبواسير، وغثيان الحمل الصباحي، وبالفعل توجد عدد من الأدوية الآمنة للحامل التي يمكن استخدامها لتهدئة هذه الحالات، كما يمكن علاجها دون الحاجة لأخذ أدوية معينة.
علاج الحموضة المعوية وحرقة المعدة للحامل
ينبغي تجنب الأطعمة الدسمة، وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام خصوصًا في وجبة العشاء أو في وقت متأخر قبل النوم لتجنب الإصابة بحرقة المعدة.
إذا شعرتِ بالحموضة وحرقة المعدة بالرغم من ذلك يمكنك استخدام الأدوية التي تحتوي على كربونات الكالسيوم، وهي من الأدوية الآمنة للحامل والمرضع.
التعامل مع حالات الإمساك وعلاجها أثناء الحمل
يمكن تناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب الكثير من السوائل؛ فذلك ينفع كثيرًا في علاج حالات الإمساك، بالإضافة لدوره في تغذية الحامل.
يمكنك أيضًا استخدام أحد الأدوية الآمنة للحامل التالية التي تفيد بشدة في هذه الحالات:
- ألياف ميثيل السيليلوز مثل سيتروسيل (Citrucel®).
- دوكوسات الصوديوم مثل كولاس (Colace®).
- البولي إيثيلين جلايكول مثل ميرالاكس (MiraLAX®).
علاج الاسهال لتجنب تعرض الجنين للجفاف
تتلاشى معظم حالات الإسهال دون الحاجة إلى العلاج أو الأدوية؛ إذ يساعد تناول الطعام الخفيف وإضافة البروبيوتيك إلى نظامك الغذائي في تهدئة معدتك والحفاظ على صحة الأمعاء.
لكن إذا استمر الإسهال أكثر من يومين إلى ثلاثة، أو إذا كان شديدًا، يجب التواصل مع الطبيب لأن الإسهال المستمر أو الشديد يمكن أن يؤدي إلى الجفاف الذي قد يسبب مضاعفات الحمل، وقد يؤثر الجفاف أيضًا على حيوية وصحة الجنين.
يمكن أخذ أحد الأدوية التالية:
- نيفرواكساذيد مثل انتينال (Antinal)، ويؤخد منه قرص 3 مرات في اليوم.
- لوبراميد مثل إيموديوم (Imodium®) ولكن بعد الثلث الأول من الحمل، و لمدة 24 ساعة فقط يؤخذ قرص مرتين يوميًا.
تهدئة آلام البواسير أثناء الحمل دون استخدام أدوية
أفضل شيء يمكن فعله في حالة آلام البواسير هو عمل كمادات باردة على هذه المنطقة واستخدام المراهم للتخفيف من حدة الألم، إلا إذا كانت توجد حالة طارئة تستدعي استخدام أدوية أو التدخل الطبي.
ما هي أدوية وعلاجات الحساسية الطارئة أثناء الحمل؟
تصاب بعض السيدات بالحساسية أثناء فترة الحمل، وتكون شديدة ومؤلمة وتسبب عدم الراحة، وبعض الأشخاص يكونون بالفعل لديهم حساسية من شيء معين مثل القش أو الغبار أو الحيوانات ويأخذون مضادات للحساسية معينة.
يمكن استخدام مضاد التهاب آمن للحامل مثل مضادات الهيستامين التالية:
- ديفينهيدرامين (Benadryl®).
- لوراتيدين (Clartinine ®).
- سيتيريزين (Zyrtec®).
يمكن أخذها سواء عن طريق بخاخ الأنف أو قطرات العين، وجميعها من الأدوية الآمنة للحامل.
المضادات الحيوية لعلاج إصابات العدوي البكتيرية خلال
الحمل
في حالة الإصابة يالعدوي البكتيرية يُحدد المضاد الحيوي المستخدم للعلاج حسب نوع العدوي، ويجب أن تُستخدم المضادات الحيوية أثناء فترة الحمل والرضاعة تحت إشراف الطبيب لأنها قد يكون لها تأثيرات مباشرة على الطفل أو الجنين.
من المضادات الحيوية الآمنة للحامل عائلة البنيسلين والسيفالوسبورين والأزيثروميسين، ولكن يجب أيضًا استخدامها بحرص بعد استشارة الطبيب للتأكد من ملاءمتها لعلاج العدوى الخاصة بك.
يرجى ملاحظة أن المضادات الحيوية لا تستخدم لعلاج العدوى الفيروسية؛ لذا لا يجب أخذها عند الإصابة بالانفلونزا أو نزلات البرد كما هو شائع.
هل اللقاحات من الأدوية الآمنة للحامل؟
إذا تترقنا إلى دعم مناعة الحامل ينبغي أن نتحدث عن اللقاحات، وقد قسم الأطباء اللقاحات إلى لقاحات آمنة للحامل، وأخرى غير آمنة ويفضل تجنبها تمامًا خلال فترة الحمل، وسنوضحها بالتفصيل، بما يلي:
- لقاح الحصبة الألمانية: ينبغي تجنبه؛ لأنه يحتوي على فيروسات حية.
- لقاحات الأنفلونزا: أحد اللقاحات الموسمية والمحصنة والآمنة خلال الحمل بالثلثين الثاني والثالث.
- لقاح الكزاز: ضروري لأنه يحصن الطفل من الميكروبات خلال عملية الولادة، كما يحمي الأم.
إذًا ينبغي تجنب اللقاحات الحية مثل لقاح الحصبة الألمانية أثناء فترة الحمل، لكن بالنسبة للقاحات الميتة فإنها تكون آمنة على الحوامل والجنين، حتى أن السيدة الحامل يكون لها جدول للتحصينات تتابعه أثناء الحمل لتأخذ اللقاحات الواقية لها وللجنين من
الأمراض الخطيرة مثل لقاح الكزاز.
هل يمكن استخدام أدوية ضغط الدم والربو والسكري أثناء
الحمل؟
هذه الأدوية ضرورية ولا بد من استخدامها للسيطرة على الحالة المرضية، لكن يجب إخبار الطبيب بالأدوية التي تستخدميها كي لا يحدث تعارض بينها وبين الأدوية التي يصفها لكِ الطبيب خلال فترة الحمل.
هل تؤثر الأدوية على الحمل في الشهر الأول؟
يبدأ الجنين التأثر بالأدوية من بداية الحمل مباشرة، بداية من الأسبوع الأول أو الثاني، والثلث الأول من الحمل هو الفترة التي تتكون فيها خلايا الجنين وأعضاؤه، وتكثر خلالها تشوهات الأجنة، وتكون السيدة الحامل أكثر عرضة للإجهاض؛ لذا يفضل عدم
تناول أي دواء هذه الفترة سوى الأدوية الآمنة التي يصفها الطبيب.
ما تأثير الأدوية على الجنين في الثلث الأخير من
الحمل؟
في المرحلة الأخيرة من الحمل تكون معظم أعضاء الجنين تكونت بالفعل واكتملت ما عدا الدماغ والأعضاء التناسلية؛ لذا يجب توخي الحذر عند تناول أي أدوية قد تؤثر على الهرمونات، كما يفضل تجنب الأدوية التي تؤثر على الدماغ مثل الأدوية النفسية حتى لو كانت أدوية آمنة للحوامل.
ما الأدوية الممنوعة قبل الحمل؟ وما مدى خطورتها على
الجنين؟
إذا كنتِ تخططين إلى الحمل يجب أن تتوقفي عن الأدوية التي تحتوي على هرمونات ما لم تكن موصوفة لك من الطبيب نفسه الذي تتابعين معه من أجل الحمل.
يجب أيضًا التوقف عن استخدام بعض أدوية وعلاجات حب الشباب مثل الأكراتين والأدبالين لأن لها تأثيرات سيئة على الجنين وقد تسبب تشوهات خلقية.
5 نصائح قبل تناول الأدوية خلال فترة الحمل لضمان سلامة
طفلك
- الحد من أخذ الأدوية قدر الإمكان أثناء الحمل واللجوء للعلاجات الطبيعية.
- يجب إخبار الطبيب بالأدوية التي تستخدميها بانتظام للأمراض المزمنة.
- التأكد من إخبار الصيدلي بأنكِ حامل قبل صرف أي روشتة دوائية.
- عدم الخضوع لأي إجراء طبيب يحتاج إلى التخدير أو أخذ أي علاجات بدون الرجوع إلى طبيبك.
- قراءة النشرة الدوائية لأي علاج بحرص قبل أخذه، والتأكد من الطبيب أو الصيدلي أنه آمن للحوامل، وعدم أخذ أدوية من نفسك.
0 تعليق